الجمعة، 23 أبريل 2010

اجويده





شاب يافع في مقتبل عمرة اسمه
" اجويدة "


لديه من الامل والنشاط ما يميزة بين اخوتة وابناء عمومتة في نجع
" سيدي علي "



يملك حذاقة ، ونباهه ، وذكاء ، وحسن تصرف وتدبير امور الشيخة التي ورثها من ابوه وجده اللذين كانا يتميزان بين نجوع وطنهم بها .



ولكن في ذات الوقت ابوه صعب المراس يعاقبهم علي كل ما يخطئون به



حتي يعصمهم عن الخطأ ما استطاع



يملك شيخ النجع " درز " من الابل



يُفاخر به ويعطي المحتاجين منه



كان " اجويدة " يسرح مع تلك الابل والراعي



صحبة " دقرته " التي اهداها له خاله


ففي أحد المرات كان " اجويدة " ينظف دقرته ويلمعها بالزيت


نسي " البخش " داخلها


فتكلمت تلك " الدقرة "


ومن الفزع



ظل " جويدة " صامت لوهلة



لم يستوعب ما الذي حدث


وبعد ان استعاد تركيزة بدأ يفتش نفسه ظناً منه ان البخش اصابة



إطمأن علي نفسة ولم يجد ولا رقعة دم قريبة منه



فوجئ " جويدة " بصراخ الراعي



" لاحول ولا قوة الا بالله "


ايش درت ياجويدة .. ايش درت يا اجويدة



فوجئ اجويدة بعبارة غريبة



ضربت " أمعتوق " يا جويدة


راح اجويدة يلتفت ورأي ان معتوق كان في الهضبة التي تعلو اجويدة تماماً


جرى مسرعاً ليطمئن عن حال " امعتوق "


وبعد صراع معتوق مع سكرات الموت

تواري "أمعتوق " ومات



ولم يكد حتي يلحق علية " بالموس " لينحره به



حتي يخفف عنه معاناته




في تلك اللحظه .. وبعد ان تأكد " اجويدة " ان جمل والدة قد مات



بدأت لفحة ريح باردة تلف جسمة الساخن الملئ بالعرق



ظل صامتاً



واستمر الراعي بالعويل


" اش درت يا أجويدة ..؟؟ !! جمل باتك يا أجويدة.. !! "


زاد صراخ الراعي من وطء الموقف علي اجويدة



جثي أجويدة علي ركبتيه . ولفت يدي اجويدة رأسة



وبدأ بالتفكير .. كيف سيكون حال والدي بعد ان يعلم بالخبر


وماذا سيكون عقابي علي فعلتي



والدي الذي فقد احد اخوية لاجل رد هذا الجمل من الغزاة




فهل سيعفو عني ..؟؟



فكر أجويدة ملياً ولكنه لم يجد اي طريقة تنجيه من هذا العمل



تذكر صلابة ابوه وشدته في العقاب



وتذكر صوت تلك السياط التي كان يعاقبهم بها



توصل اجويدة أخيراً لحل ..!!!



فأمر الراعي بأن يسوق الابل للنجع



ولكن الراعي سأل اجويدة ( كيف بتخبر بوك يا اجويدة )


اجابة اجويدة ( هذا كانهوا اشبح وجهي قبل لا نجيب له ارداع أمعتوق )


رد علية الراعي ( وانت منين لك حقه يا اجويدة .. واصلاً وين بتلقي ردع امعتوق هذا مافيه منه بين النجوع )



عند اقترابهم من مشارف النجع


اوصي اجويدة الراعي بأن يقرأ السلام لوالده ووالدته وان يستسمحهم نيابة عنه حتي يلاقيه الله بهم مجدداً .


وذهب والريح تلاطش " ثوبه العربي "

والعمامه تغطي وجهه


وصل الراعي للنجع واخبرهم بجميع ما حدث




زعل شيخ النجع ولكن في ذات الوقت هو سليم التدبير وليس كما ظن به ابنه اجويدة



قال للراعي



(عليم الله ان امعتوق غالي علي .. لكن ما يجي في غلاوة اجويدة )


( ياخذ سوه ان شاء الله )



سمعت والدة اجويدة مادار وخافت علي ابنها اجويدة من المجهول



فأمرت الراعي بأن يلحق بجويدة


فهمّ مسرعاً ولكن الشيخ ندهه ورفض ان يمشي الراعي وراءة



بدأت الام بالبكاء والنواح

( يانا علي يا وليدي .. بعد جيت بعد غيبة بنفقدوك )

( يانا علي ياخوي البنات .. لمن بتخليني )



فنهر الشيخ زوجتة وامرها بالسكوت


وقال لها



) كانهوا راجل يجي .. وكانهو كيفك ما لنا به لزمه )





يمشي اجويدة في الصحاري .. ويقطع الفيافي


بحثاً عن المجهول خيره وشره



اخيراً وجد قافلة ذاهبة لاحد المدن الحضرية لتبتاع التمر والملح


سألهم الرفقه فسمحوا له


وذهب اجويدة حتي وصل لتلك المدينة


استغرب في تلك الحياة التي تختلف عن حياتهم


بدأ بالبحث عن فرصة عمل



وبعد عناء طويل عمل مع احد اعيان تلك المدينة


كان " الحاج موسي " ( الرجل الغني) يسأل اجويدة دائما عن الذي يجعل ذهنه سارح اغلب الوقت



فأبي اجويدة ان يخبرة




ولكن ما اعجب الحاج موسي في اجويدة هو ذكاءه وصدقه ووفاءه وامانته ايضاً



فقد جرب الحاج موسى جويدة عدة مرات فكان يجده عند حسن الظن به
دائماً


وفي احد الايام نهض اجويدة علي صراخ نساء واستجارة الحاج موسي بمن يجيرة



فز اجويدة مسرعاً وراء الصوت فوجد احدهم يمسك رقبة الحاج موسي محاولاً قتله وسلب ماله منه



بشجاعة وضراوة رمى اجويدة ذلك اللص ارضاً



وخلص الحاج موسى منه


بعد ان استعاد الحاج موسى وعية تشكر اجويدة جزيل الشكر



وامرة بان يطلب ويتمني ما اراد



ولكن اجويدة رد بغضب ( بعد ندهت يا حاج موسى جيتك فازع ماني جايك نبي مقابل )



ولكن هذا ما زاد إعجاب الحاج موسى بجويدة



ولكن قال له الحاج موسي ( باهي انا نبي منك حاجة )


اجابه اجويدة ( تفضل ياحاج)


تُري ماذا أراد الحاج موسى من اجويدة


هذا ما سنعرفه





الجزء الثاني

بعد أن ألح الحاج موسى علي اجويدة بأن يخبرة بما الذي يجعله يسرح هكذا


وافق اجويدة بعد تنهيدة كادت تخرج ما في جوفة

وحكي للحاج موسى بكل ما حدث معه وكيف قتل " امعتوق "


وكيف نذر علي نفسه في تعويض والدة


دارت في رأس الحاج موسى فكرة


يساعد بها اجويدة وفي ذات الوقت لا يكن قد منّ علية واعطاة نقود بلا مقابل


فلدية عدة قوافل تجوب هذة البلاد

فعرض علية ان يرافقها


ويكون له حصة الربع في كل رحلة

فقبل الفكرة اجويدة

وتهيئ للرحلة واستعد لان الرحال طويل ويحتاج إلي زاد تزود وهيئ نفسة للرحيل


جاب البلاد المترامية الاطراف


وكان الوقت يمر دون ان يدري اجويدة ماذا يحدث لاهلة


فالمسافات بعيدة بين كل مكان وآخر فهذة طبيعة جغرافيا هذة البلاد

وبعد حوالي اربع رحلات

قرر اجويدة التوقف عن الترحال


لانة جمع من المال ما يكفي لان يصبح تاجراً كبيراً

ورغم إلحاح الحاج موسى علي اجويدة بأن يبقي شريك له


الا انه رفض ذلك وقرر البحث عن جمل يشترية مقابل امعتوق


فأرسلة الحاج موسى لأحد اصدقاءة تجار الماشية

وبأنة وان لم يجد حاجتة عندة فسيوفرها له مؤكداً

وصل اجويدة لصديق الحاج موسي وهو رجل من اصول افريقية

ولكن تربطه علاقة مصاهرة بالعرب

رجل كريم وشجاع يُدعي

" شهاه "

كانت لغته العربية ركيكة ولكن كان يعرف الاصول


والقيم والمبادئ العربية

بحث الحاج شهاه مع اجويدة عن جمل يشبة معتوق فلم يجدوا


ولكن شهاة طلب من اجويدة ان يرافقة لأقصي الجنوب

حيث السوق الكبير لهذا النوع من الجمال


بالفعل ذهبوا إلأي هناك وبحثوا ولحظت عين اجويدة جمل يشبة معتوق في الشكل والقوام والنسل

فقرر ان يأخذة بأي سعر دونما فصال


ابتاعوا ذلك الجمل ورجعوا حتي موطن شهاه

شكر اجويدة شهاه كثيراُ علي مرافقته له

وحسن معاملته


وبدأ الرحيل نحو السوق ليشتري بعض الاشياء لأهلة بعد غياب دام سبع سنوات


لابد وان يأتي محمل بهدايا للجميع

فأخذ القماش والحُلي والاواني

وبعض الاطعمة


كما إشتري بعض الاغنام ايضاً

وساق الجمل ومتاعة إلي نجعهم


دامت الرحلة حوالي الشهر


وكان اجويدة يحسب الايام بالساعات

شوقً لاهلة

إقترب من موطنة

وهيئ نفسة للقاء اهلة


وكيف لا وهي سبع سنوات


اشتاق لامه واخواته

وابيه


وابناء عمومتة


اقترب من مشارف النجع

وإذ بفارس علي صهوة جوادة يقترب منه


سلم هذا الفارس علي اجويدة وسئلة عن حاجتة بالاقتراب من هذا النجع


رد اجويدة علي الفارس


" وانت من لعند تنشدني يا غضيب "

ذكر له علي نسبة فعرف انه احد ابناء عمومتة

فرح كثيراً وعرفه بنفسة وقال له انا اجويدة ولد الشيخ


رد الفارس علي اجويدة بأن اجويدة كما سمع من اهلة قد غادر هذة البلاد ومات


ضحك اجويدة وقال له

" ايش تعرف يا عيل ..؟؟ انان اجويدة ومانيش غولتة "
فسئلة عن والدة الشيخ

تغيرت ملامح الفارس وطلب منه الاسراع للتزود بالطعام وستجد الجميع في إستقبالك


وصل اجويدة لنجعهم


ولم يلقي من كبار النجع سوي عمة


كان في مقدمة المستقبلين


تسارع في الخطوات لوصولة لعمة


مد يدة إلية ولكن ..!!


عمة لا يمد يدة


إستغرب اجويدة


ولم يعرف ما الذي يقصد عمة بذلك التصرف


فصاح الفارس لعم اجويدة


" سلم علي اجويدة يا سيدي "


فرد عمة

" وينهو تعال ياجويدة "


عرف اجويدة ان عمه لا يستطيع الرؤية

احتضنوا بعضهم

وبدأ الجميع بالبكاء


عرف اجويدة انه في الامر شئ غريب


فبدأ يسئلهم عن ابوة

اجابة عمة بأن ابوة قد مات


بعد ان جاءهم " الطاعون "


وقتل من قتل واعمي من اعمي



وسئل عن حال امه فعرف في الحال انها اصبحت عمياء هي ايضاً



ذهب للسلام عليها


ووجدها في حال يُرثي لها


فقالت له

" بعد مشيتك يا وليدي ماعاد رينا سعود ايام "

" اشردنا وجانا هالمرض وهذا حالنا .. فقدناك وفقدنا عزوتنا "

" وباتك مات والحال كيف ماتشح فية "


" لكن يا وليدي ماهو مكتوب لي نشبحك "

" حتي بعد تلاقينا .. النظر دارها ومانقدر نبرق فيك "


حزن اجويدة حزن شديد علي فقدان ابية

وما آل إلية اهلة


ولكن ظل مؤمن بربه وحكمته وقضاءه


واعوذ بالله من الشيطان .. وانا جيت جاي وهم عدوا غادي

.. تمت ..


بقلمي صلاح الرشيد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق